بيان ذكرى اغتصاب فلسطين
15 ماي 2017
في منتصف شهر ماي من كل عام تحل ذكرى
اغتصاب فلسطين يوم 15 ماي 1948، وهي الذكرى التي تؤرخ للحظة شهدت نقلة نوعية في
مسلسل اغتصاب أرض فلسطين، واقتلاع شعب من أرضه ومصادرة ممتلكاته؛ حيث تطلب الأمر
هدم أكثر من 500 قرية فلسطينية، وتدمير المدن الرئيسية بها، وطرد ما يربو على 800
ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين في مناطق الشتات، ومحو المعالم السياسية
والاقتصادية والحضارية لمجتمع بكامله و طمس الهوية الفلسطينية؛ مع ما صاحب هذا من مجازر
وجرائم الإرهاب، وعمليات النهب والسلب التي قامت بها عصابات الحركة الصهيونية بدعم
من القوى الاستعمارية لإقامة كيان استيطاني عنصري على حساب الشعب الفلسطيني تحت
اسم "إسرائيل"، وهو كيان لا حدود معروفة له، تحقيقا للوعد البريطاني
المشؤوم وعد بالفور لعام 1917 وعد من لا يملك لمن لا يستحق.
وجدير بالذكر أن عد بلفور لم يكن بريطانيا
فحسب، بل سارعت للاعتراف به الولايات المتحد الأمريكية عام 1919، وتم توقيع
اتفاقية فيصل – وايزمان في نفس العام، ليجري ترسيمه من طرف هيئة الأمم المتحدة في
صيغة قرار تقسيم فلسطين يوم 29 نونبر؛ في ظل مناخ كان ميزان القوى فيه لصالح
الحركة الصهيونية العالمية. إنها جريمة تاريخية ضد الإنسانية، وقع التحضير لها منذ
المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في مدينة بازل السويسرية عام 1897.
والآن، وبعد مضي مائة عاما على وعد
بالفور و69 عاما على "النكبة"، فإن الشعب الفلسطيني وهو لا زال يعاني من
توسع الاستيطان وهدم البيوت وتشريد أهاليها وسياسة الحصار والعزل العنصري؛ فإنه في
ذات الوقت ما انفك يقاوم الاحتلال، متمسكا بحقوقه الوطنية، رافضا الاحتلال
والاستيطان متشبتا بحق العودة وبناء دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني
وعاصمتها القدس مقدما في سبيل ذلك أجيالا من الشهداء والشهيدات والأسرى والأسيرات.
وبناء عليه، فإن الجمعية المغربية لحقوق
الإنسان، استنادا إلى مرجعيتها الحقوقية الكونية وضمنها حقوق الشعوب؛ وهي تذكر
بهذه المرحلة من التاريخ الأليم للشعب الفلسطيني، مستحضرة مواصلة الأسيرات والأسرى
الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بصمود، لمعركة الأمعاء الخاوية، منذ 17 أبريل 2017،
في ظل تعنت سلطات الاحتلال وإجراءاتها انتقامية ضدهم/ن، مستفيدة من صمت الهيئات
الأممية وتواطؤ الأنظمة العربية والإقليمية المنغمسة في سياسة التطبيع مع الكيان
الصهيون؛ إذ تعلن تضامنها اللامشروط مع الشعب الفلسطيني
المقاوم من أجل حقوقه المشروعة:
تؤكد موقفها الثابت من الصهيونية كحركة عنصرية استيطانية
واستعمارية عدوانية، ومن لا شرعية الكيان الذي منح لها من طرف الحكومة البريطانية
وبدعم من القوى الاستعمارية، على حساب اقتلاع شعب من أرضه؛
تدعو هيئة الأمم المتحدة لتحمل مسؤوليتها في فرض تنفيذ القرارات
الأممية المتعلقة بفلسطين بما فيها حق العودة، كحق مشروع غير قابل للتفاوض أو
النقض، بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، وباحترام حق الشعب
الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس؛
تجدد تضامنها مع الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال،
مطالبة هيئة الأمم المتحدة واللجان الأممية المعنية بحقوق الإنسان بالتدخل العاجل
لوقف الجرائم المرتكبة من طرف سلطات الاحتلال الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني وفي
حق الأسرى والأسيرات؛ وذلك بالضغط عليها من أجل الاستجابة لمطالب الأسرى وإنقاذ
حياتهم من أي كارثة محتملة؛
تهيب بجميع المنظمات الدولية وبكل أحرار العالم للتحرك
السريع، والقيام بمبادرات قوية للضغط على الكيان الصهيوني، حتى يفرج عن الأسرى الفلسطينيين
ويستجيب لمطالبهم، إنقاذا لحياتهم؛
تدين بشدة الأنشطة التطبيعية التي تشهدها بلادنا على
مستوى الدولة والمؤسسات الاقتصادية والأكاديمية والفنية، وعلى صعيد عدد من النخب
والشخصيات المنسوبة لبعض هيئات المجتمع؛
تدعو الهيئات الديمقراطية في مختلف مواقعها، وعموم
المواطنين والمواطنات، إلى التصدي لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني،
والانخراط في جميع المبادرات النضالية لدعم الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده
ومقاومته.
المكتب
المركزي
الرباط ،
بتاريخ 14 ماي 2017
Association Marocaine des Droi ts Humains (AMDH)
-Bureau Central -
Commission Centrale d'Information, Communication et d'Activités de Rayonnement (CoCICAR)
Tel: 0537730961 / Fax: 0537738851
.................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق